الخميس 4 يوليو 2024

المواطن الهراى الفتاى المتفلسف

15-1-2017 | 18:06

إيمان عبدالهادى 

انفجرت ثورة يناير وانفجرت معها الطاقات المكبوتة فى الإبداء برأيها، وتحولوا جميعاً إلى علماء وفلاسفة وخبراء، ولو رجعنا لكل منهم لوجدناهم ناسيين جدول الضرب والقواعد اللغوية للغة العربية، ويهتفون أنها ثورة الآراء وعلى الجميع احترامها.

فتلك هي حروب الجيل الرابع والغزو الفكري والثقافي تهدد الأمن القومي، فالحروب اليوم حرب إعلام ومواقع تواصل اجتماعي تغزو كل عقل وكل بيت تشكك في الحقائق وتخلط المعلومات، وكل يعتمد على ذاكرته ورأيه الشخصي، ويحاول فرضه على من حوله، ومن يثق فيه ويلعب على أوجاع الناس واستغلال جهل الكثير منهم فمنهم من يرتدى ثوب الثورة ومنهم من يرتدي ثوب المعارضة ومنهم من يرتدي ثوب الدفاع والتبرير طول الوقت، ولا أحد منهم متخصص فيما يقول ويفتي فيه، وعندما يوضع فى خانة اليك بجهله يتحول النقاش إلى عداء واتهامات متبادلة.

المواطن الهراي في الغالب يعاني من ضعف الثقة فى النفس، ويحاول أن يعوض هذا بالحديث فى أشياء تشغل الرأى العام من باب أنه يعلم ويعرف، وفي الحقيقة هو بعيد كل البعد عن تفاصيل وأبعاد الموضوع، ولكنه يرى أن الموضع الراهن يحتاج لرأيه الجهبذي، وهو معتقد أنه سيغير العالم ويحل المشكلة.

بعد ثورتين حصدنا المواطن الهراي الفتاي يهري ويفتي في كل شيء، وفي كل وقت قبل وبعد وأثناء الحدث.